الخميس، 29 يوليو 2010

:: سكـــــانُ قلبـــي ::



كثيرونَ مَــرُّوا على قلبي


فمــا أسْكنتُهم منــزلاً


وقليلونَ رستْ سفنُهُمْ على شواطِئِه


فكانُوا بـِـه سكانـــــاً


لكنـــَّــهم يومــاًً


حَزَمـُـــوا أمتعتـــَـهم


وقَرَرُوا الرحِيــــلْ


فخرجتُ لوداعـِهمْ


بدمعــَـــةٍ


وبقايـــَـا قنديلٍ منطفئ ..


الخميس، 22 يوليو 2010

:: رذاذُ أمنيــاتْ ::



سارَ النهارُ إلى الرحيــلْ

واشتهى الليل الظهور على مسرح الأيام

ثم اندثرْ

لله درك يا قمـرْ

تعتلي سحبَ الــودادْ

تذرُ الرمــادْ

وتقتفي أثرَ النجوم على الضياء إذا انتشرْ

كانتْ أمانيّ هنـاك

حيث المقابرُ ترتقب رهبانَها

لتحيّيهم بصمت.. وانثناءْ

حيثُ السجينُ يتوق لنظرةٍ

نحو السماءْ

وأنين طفلته يشق مسامعَهْ

يهزُ مكامنَهْ

فلا يدعو إلا لقرب اللقاءْ

كانتْ تولدُ مع كل مجيء فجر

مع كل صرخة طفل

وكل نظرة كهل

لكنها دوماً

تتحطم مع أولَ شعاع ِغروبْ

فتصمتْ

وتصمتْ

وتذرفُ الدمعاتْ

لأنّ أحلامها لم تكــن إلا

رذاذُ أمنيــاتْ


:: تهــــمـــة ::



كانتْ للمجدِ مفخرةً

وللعــــزةِ منبـــرا

لكنها غدتْ تشكو صباحاً

مراً علقمــا

ومساءً كالشوكِ نمــــا

صباحاً يعزفُ بشروقِه

أغنيةَ القهــرِ المهزومْ

ومساءً يبكي طفلاً محرومْ

وبينهما دمعةُ أملٍ

تشكو الظلــمَ المرســومْ

وشمسٌ تشفق من أن تشرقَ

على قلبٍ مكلــــومْ

فتأبى إلا أن تغربْ

وبغروبـِـها

يُسـْــدَلُ الستـــارْ

وتلبسُ النهايةُ ثوبـاً منْ دمارْ

لتعدمَ على مسرحِ الوجودْ

بتهمةٍ وحيدةٍ

..الانتصـــار..



:: وطـــنٌ ...وكفـــن ::


وطـــنٌ ...وكفـــن


وأَتيـْـهُ فِي ذاكرةِ الزمـنْ

أبحثُ لي عنْ نفسٍ

لأحَمّلَهــــا بقايا المحـنْ

وأرسِمُ في مخيلتي

صـــورةَ أحــــلامٍ

بألــــوانِ الشجـَــــنْ

وأنظِمُ منْ كلماتِ حنيني

قصيدةَ عُنوانُها "أنتِ لِي سَكَنْ"

وبينَ لوحتي وقصيدتي

ماتَ الفلسطيني

ولــمْ يجدْ وطــــــــنْ

ولا حتى .... كفـــنْ


:: هــزيمـَــةُ حـُـب ::


حينَ يُوَدِعُونَنَا دونَ أنْ يعرفُوا مقدارَ حبنَــا لهم..

وحينَ نبكي بصمتٍ لأننا تركناهُم يرحلونَ دونَ أنْ نَشعرَ بقربِهم ولو يوماً..

وحينَ يكتشفونَ فِي غُربتِهم أنّهمْ أحبوك .. فلا يعود مجالٌ ليخبروكَ بحبهم

حينها...سجّلها هزيمةً فريدةً للحبِ الذي قتلَ ساعةَ ولادتِه..

واقرأْ الفاتحةَ عليها

ولتكنْ الهزيمة الأولى .. والأخيرة

************************************

هــزيمـَــةُ حـُـب


أعلنتُ الاستسلامْ

كتبتُها بِكلِ الألوانِ والأقلامْ

نَسَجْتُها خُيوطاً ورديةُ

وبنيتُ منها قصورَ الأوهامْ

على أعتابِ قلبِكَ

عُزِفَتِ الأنغـــــامْ

وفي جنباتِ قلبي تراقصتْ

أشباحُ الظـــــلامْ

ورحلتْ الأيــــــامْ

ورحلتْ معها بقايا الأحلامْ

وقررتُ أنا

أن أُعلنَ الاستسلامْ

في ظلمةِ القلبِ الكئيبْ

وفي عتمةِ الليلِ المريبْ

يمرُ طيفُ ذكرِكَ على خاطِري

ويسيلُ على خدي الدمعُ السكيبْ

وأسكنُ غرفــةً مهجورةً

وعزائي أنها

في قلبِ الحـــــبيبْ

ويُجبرُنِي القـــدرُ على

أن أرضى بالنصيبْ

وأكتبُ قصةُ الحبِ الذي

ما عاش إلا كما عاش الغريبْ

لأجلك سأعلنُها

وفي معاجمِ الحبِ سأكتبُــها

وكعبرة للأجيــــال سأسردُهـــا

ولكني .. سأرحلْ

سأتركُ قلبي لمن أَحبَّ وأرحلْ

وأعبرُ جسرَ الهزيمةِ

وأهدمُه ورائــــــي

وأهدمُ معه ذكرى بقائـــــي

ولتعلمْ حينها أنني

أعلـــنتُ الاستسلامْ


الثلاثاء، 20 يوليو 2010

:: زراعـة ذاكـرة ::



طَرقتْ أبوابَ ذاكرتي

بلا استئذانْ

وتربعتْ على عرشِ قلبي

وملكت الوجدانْ

في عينَيْها ترتسمُ ابتسامة باهتة

كأنّها انتزَعتْها عُنوَةً منْ سادةِ الأحزانْ

جلستْ تقصُّ حكايةً

عَمتْ عنها العيونْ

وصمت الآذانْ

حكايةُ شعبٍ هادنَ الأحزانْ

فما أسرعَ ما نكثتْ هدنتـَـه

وأبتْ إلا أنْ تكونَ في الصبح والمساء رفيقتـَه

صارع الأحلامْ..

فصرعتْه

وأعلنتْ في كلِ الجولاتِ الانتصارَ عليه

تواعدَ والأيامْ..

فأخلفتْ موعدَها

فجلسَ على قارعةِ الطريقْ

ينتظر شروق الشمس من جديدْ

عادت لتطرقَ أبوابَ ذاكرتي

بيدٍ من حديدْ

كأنّها تخشى عليّ من النسيان

أكملتْ سرد الحكاية

وقد نالت الدموعُ من عينيها

كما حفرَ الحزنُ آثاره على وجنتيْها

أنارَ ذاكَ الشعبُ الدنيا

ومحا الظلامْ

وأسبلَ جفونَ الحربِ

وتركـها تنــامْ

وزرعَ بذورَ الحبِ

ليَنبُتَ السلامْ

ومضتْ تسترجعُ صورةَ ذلكَ البيت المهدمْ

وصرخةَ ذلكَ الطفل الميتمْ

سرتْ في يديها رجفة

ومن عينيها انحدرتْ دمعة

حين ذكرتْ ذلكَ الشابُ الملثمْ

حملَ روحَه على كتفـه

ومضى ليُتـمّ عرسَه في جنةِ الإلــه المعظّمْ

دكتْ حصونَ ذاكرتي بعنف

ما عادتْ ترى منه سوى

دماءَه التي سالتْ أنهارْ

وبعضَ أشلاءَ محترقةٍ دليلُ أخذه بالثارْ

ذكرتني بالضريبةِ التي يجبُ أن ندفعْ

ثمناً للحريةِ التي بأيدينا سوف نصنعْ

تحاملتْ على نفسها

ومضتْ تودعني

بعد أن غرستْ في ذاكرتي تلكَ الحكاية

والتي ضاعتْ في متاهاتِ الحياةِ منها النهاية

حكايةَ شعبِ فلسطين



:: ودّعينــــــي ::


حين يسيطــرُ اليأسُ على نفوسـِنا الهشّـة ..

لا نجد إلا كلمة الوداع

لتنقِـذَنـا... وتدمِـرَنا ... في آن واحدْ

**************

ودّعينــــــي

على كرامتي دوسِي

واسحقي عِزّي فوقَ ملكي

واعذريني..

واعزِفِي منْ لحنِ حُبـي

ترانيمَ نصرِكِ

واسمعيني..

إذْ أقولُ لعمريَ المدفونِ

تحتَ جدرانِ السنينِ

أمـَا نسِيْنِي ؟؟

أمْ أنّ ذكــــرايَ تبقى..

ترسُم بالودِ صورةَ وردٍ ونسرينِ..

فيسيلُ على خديه دمعٌ

ليرويَ هماً كادَ يُعنـِـيه

ويُعنينـِي..

ولا يملكُ إلا أنْ يقول..

حبيبــتي ودّعيني..

الأحد، 4 يوليو 2010

:: معاهــَـدةُ الأقــْـــدار ::


تقترب السعادة منا ،، حتى إذا شارفت على أنْ تحط رحالها في ديارنــا ،، نزعتها رياح القدر ،، لترحل
فنركض خلفها متشبثين بما بقي من آثارها..
حتى تصفعنا كلمة المستحيل
وتهدنا رياح اليأس
فنتركها على أمل
ربما لن نصحو عليه يوماً

******************************

معاهــَـدةُ الأقــْـــدار

تهدمت الجدار
وباحت بكل الأسرار
وفاضت منها الدموع
لتصنع الأنهار
وغدت الأطيار تشدو
وبعبيرها فاحت الأزهار
وقفت بعيدا تنتظر عودته
حاملا إليها حلم الأحرار
هبت الريح
وتساقطت اوراق الأشجار
مرت قافلة الركبان
ورحلت
وهي لم تزل واقفة
عاثت بها الذكريات
قطعة من حرير مخملية
وأوراق وردة جورية
وبقايا صورة مطوية
صورة الحب في شكل إنسان
حملتها على أطياف النسيان
ورحلت
وهي لم تزل واقفة
لحظات
وتكتب لها السعادة الأبدية
وتنهي فصول قصتها المأساوية
مرت عربة الماضي الكئيب
حاملة جراح الزمان
وغدر الأيام
وهدر الأحلام
مرت بسرعة البرق
ورحلت
وهي لم تزل واقفة
تنتظر قضاء القدر
لتتعلم منه العبر
تركت دموعها تنهمر على وجنتيها
ولبكائها
بكى القمر
برق طيف الأمل
لمحته من بعيد يقبل نحوها
يمشي مشية المنتصر
أقبلت نحوه
تساقطت أوراق الشجر
رأته يحمل في يد
عبء المسيرة والسفر
وفي اليد الأخرى
كل موافقات القدر
أخيرا
أعطاه الأمان
كم يعطي الأمل المحتضر
لحظات ويعلنها لكل البشر
بأنه المرة من رسم القدر
بألوان السعادة التي تلون بها السحر
وفجأة ...
دوى الانفجار
وتعالت صرخات الكبار والصغار
وسالت الدماء لتروي الأنهار
وتناثرت أشلاء الأحبــة
لتسدل الستار
والتهبت مشاعر الحقد
لتحرق القرار
ولتثبت للعالم أنـــه
ما عاش من عاهد الأقدار

الجمعة، 2 يوليو 2010

:: وردتي الحمراء ::



حينَ تمضي لتبحثَ عنْ أمل خفي في وجوه أحبابك .. وتنزع من قلبك وروداً وتعطهـا لهم .. ثم تكتشف أن مكانَ وردتك عندهم هو تحت الأقدام
فلا تبتئس ..
انزع وردة أخرى بلا أشواك
فإنك حتماً ستجد من يستحقها

*******************************
وردتي الحمراء

ودعني صيفي شتائي والربيع
ولم يبق من فصولي
سوى بقايا خريف وديع ..
بدا خاليا من الحياة
جافــاً
بـــارداً
كما الصقيع ..

تسائلني أيامه
أما سئمت تقليب الصفحات
كما سئمت الجفون وداع الدمعات
فأجيبها
أأمل حين ينهمر المطر
وما المطر إلا انتفاضة الريح
إذ حكم القدر

في ليلة أنارها ضوء القمر
خرجت لأبحث عن وردتي الحمراء
زرعتها في ربيعي الثامن عشر
وأضاعها صيفي والشتاء
تزمجر الريح
ويشتد العواء
ما زلت أيحث عن وردتي
لأودعها وداعاً يبخل باللقاء
شددت معطفي
وسرت تحت المطر
حاصرتني ذكريات عام
تعلمت منه العبر
لكنه
أضاع وردتي
هل يا ترى أصبحت بيضاء ؟
أم عبثت بها الأيام
فأصبحت شاحبة كقطة سوداء
تبحث عمن يؤويها في ليلة ليلاء
تزأر الرعود
وتعلن إخلافها لكل الوعود
وما زلت ابحث عن وردتي
حتى وجدتها
فبكيتها دما
إذ رأيت أحبتي مروا
وتحت أقدامهم داسوا
.
.
وردتي الحمراء